مصر الثورة





سوريا نحن معكم




with you syria

[IMG]http://shams-d.net/up//uploads/images/domain-b9caecbbc3.png[/IMG]




السبت، 20 أكتوبر 2012

عصام العريان و (دريم ) .. فرصة لمحاكمة الصحف والفضائيات

 



 20 أكتوبر 2012


د. صلاح عز



 أدهشني الجدال الدائر بين د. عصام العريان ووائل الإبراشي عن المكافآت التي تمنحها فضائية (دريم) لضيوفها . لقد ظهرت على هذه الفضائية مرة واحدة فقط في برنامج السيدة جيهان منصور منذ عام تقريبا. وقررت بعدها بشهور أني لن أكرر هذه التجربة مع أي من الفضائيات العلمانية لأسباب ستتضح في متن هذا المقال. ما أعرفه هو أمران .. الأول أني لم أقبض مليما من القناة في هذه المرة اليتيمة ، والثاني هو أنه عندما يختلف شخص بحجم ومكانة وتاريخ د. العريان ، مع شخص مثل وائل الابراشي ، فإن الأمر لا يتطلب وقتا أو مجهودا لتحديد من هو صاحب المصداقية. في كل الأحوال ، ليست قضيتنا مع (دريم) وأمثالها هي وجود مكافآة أم لا. قضيتنا هي العنصرية السياسية التي تمارسها الصحف والفضائيات العلمانية الخاصة ، والأجندات الشريرة التي تروج لها. إن ممارسات هذه المنابر تثبت كل يوم على نفسها تهمة الصهينة .. فعندما يطالبون عصام العريان بـ "التوقف عن إرهاب الإعلام" ، فكأننا أمام إسرائيلي يطالب الفلسطيني بالتوقف عن إرهابه . وكما أن إسرائيل هي أم الإرهاب في المنطقة ، فإن الصحف والفضائيات العلمانية هي أم الإرهاب والترويع ونشر الفزاعات والشائعات في مصر. ولا داعي لتكرار مافصلته في هذا الصدد على مدارشهور سابقة في هذا المكان.
 منذ شهور وأنا ممتنع عن مشاهدة الفضائيات المصرية بعد أن وصل قرفي منها إلى درجة لا تحتمل ، كانت ذروتها في برنامج لوائل الإبراشي ، أيضا على فضائية (دريم) ، جاء فيه بشخص يدعى "الفخراني" جلس بقميص ممزق أمام الكاميرات ، يبكي في مسرحية درامية ، زاعما أن الإخوان مزقوا قميصه ، على الرغم من أنه لم يقدم دليلا واحدا على ذلك ، وعلى الرغم من أنه لم يكن به خدش واحد . ولكنه تكتيك صهيوني بامتياز.. لا يهم الدليل .. المهم أن "العيار يروش" ويقع فعل التشويه والشيطنة. وعليه ، فإني لم أشاهد الحوار الذي دار بين عصام العريان وجيهان منصور. ولكن ما قرأته هو أن العريان قال لها أنها تـقبض مرتبها من أجل أن تهاجم الإخوان وتـقدم للمشاهد صورة مشوهة عنهم . ويبدو أن المذيعة أغضبها هذا القول ، وكأنه لا يعبر عن واقع قائم . هذا الواقع مفاده أن هذه الفضائية وغيرها ، وعلى رأسهم فضائية ساويرس ، لهم أجندة سياسية ، على كل المذيعين الترويج لها .. وأن هذه الأجندة هي باختصار تشويه صورة الإخوان والتحريض عليهم . ويتم ذلك بانتـقاء ضيوف معينين مبدعين في هذا المجال ، من قائمة تتشارك فيها هذه النوعية من الفضائيات ، ونادرا ما ترى ضيفا يحل على أي منها من خارج هذه القائمة. ولذلك أصبح حدثا معتادا أن ترى الضيف الواحد يخرج من فضائية إلى أخرى إلى ثالثة ، مرددا نفس الكليشيهات والعبارات سابقة التجهيز. تحرص أيضا هذه الفضائيات على إستضافة شخصيات إسلامية بين الحين والآخر لذر الرماد في العيون ، والتغطية على عنصريتها.. وهذا للأسف ما يوفره لها هؤلاء الضيوف بمنتهى السذاجة.
 وكنت في مقال سابق (7/4) قد قمت برصد مجموعة من البرامج الحوارية على الفضائيات العلمانية لكي أكشف جانبا لا يلتـفت إليه كثيرون. فعلى الرغم من أن الاسلاميين يمثلون أكبر تيار سياسي في مصر، فإن القاعدة الثابتة في هذه البرامج هي أن الغلبة لابد أن تكون للعلمانيين . فمثلا في البرامج التي تناولت قضية الجمعية التأسيسية ، كانت النسبة في برنامج منى الشاذلي (4/1) : هي ومحمد نور فرحات وأبوالعز الحريري ونائب لا أذكر إسمه ، مقابل د. محمد البلتاجي .. برنامج حسين عبد الغني (2/1) .. برنامج ريم ماجد (3/صفر) ، بجانب (2/صفر) إتصالات تليفونية .. جيهان منصور (2/1). وفي عرض مقتطفات من الصحف المصرية ، قومية وخاصة ، في البرامج الصباحية ، يتم تجاهل جميع الصحف الإسلامية وعلى رأسها (الحرية والعدالة). أما في الصحف العلمانية ، فالنسب لصالح كتاب التيار العلماني بأطيافه المختلفة هي كالتالي : التحرير (10/صفر) .. اليوم السابع (10/1) .. الشروق (7/2) .. المصري اليوم (20/1). والسؤال هو إذا كان هذا هو سلوك العلمانيين عندما يتحكمون ، فماذا سيكون عليه سلوكهم إذا تبدلت المواقع وفازوا هم بأغلبية البرلمان ، أو حصلوا على أكثرية الجمعية التأسيسية ؟
  أرى أنه في الدعوى المرفوعة على عصام العريان ، فإن كل ما يتوجب عليه إثباته هو إنحياز فضائية (دريم) الصارخ إلى جانب الأقلية العلمانية .. وهذا ليس بالأمر الصعب إذا توفر أرشيف برامج جيهان منصور ومنى الشاذلي والابراشي منذ خلع مبارك وحتى اليوم . قضيتنا مع العلمانيين تفاقمت بعد الثورة. أما قبلها ، فقد كانوا في حاجة إلى الإخوان وقوتهم في الشارع للتخلص من حكم مبارك ، على أمل أن يستلموا هم الحكم من بعده . إن ما قاله العريان لم يكن إتهاما للمذيعة ، بقدر ما كان إتهاما للفضائية التي تـقبض منها مرتبها. وبالتالي يجب أن يصر العريان على أن توفر الفضائية لفريق الدفاع ، أرشيف برامج المذيعين الثلاثة منذ خلع مبارك . وإني أدعو أخي د. عصام أن ينتهز الفرصة التي وفرتها هذه الدعوى لكي يشكل فريقا من شباب الإخوان ، ومعهم عدد من القانونيين لفحص ليس فقط أرشيف هذه البرامج ، ولكن أيضا أرشيف برامج (أون تيفي) وأرشيف الصحف العلمانية الخاصة . وأقول لأعضاء هذا الفريق.. قوموا بحصر عدد الضيوف الإسلاميين والعلمانيين ، وعدد المداخلات التليفونية من الطرفين ، وراقبوا تدخلات المذيعين والمذيعات ومقاطعاتهم لرصد مدى الحياد الذي يدعونه بين الضيوف . أيضا إبحثوا عن برامج حوارية تعرضت للمواضيع التالية : فضيحة حديث تهاني الجبالي للنيويورك تايمز ــ فضيحة مشاركة الجبالي في إصدار حكم حل البرلمان بينما لديها خصومة شخصية مع أغلبيته ــ الانقلاب العلماني على الاستـفتاء والبرلمان ــ تواطؤ العلمانيين مع المجلس العسكري واستقوائهم به على الإسلاميين. أكاد أجزم أنكم لن تجدوا برنامجا واحدا على (دريم) وأمثالها تعرض بالنقاش لأي من هذه الخطايا العلمانية . لعل الدعوى المرفوعة على العريان تكون فرصة مناسبة لنصب محاكمة علنية للإعلام المسموم وكشف حقيقة "وطنيته" أمام الناس كافة ، وكيف أنه يعمل بإصرار لضمان ألا يستـقر الأمر للإسلاميين ، وألا تفلت مصر من قبضة العلمانيين . لعل الدعوى المرفوعة تـقدم فرصة للتـفتيش في أرشيف الفضائيات والصحف العلمانية لرصد جميع الأكاذيب والشائعات التي أطلقوها منذ بداية الثورة ، وتكليف عدد من القانونيين لرفع عشرات الدعاوى القضائية على المسئولين عن هذه المنابر، والمطالبة بغرامات باهظة توجه إلى خزينة الدولة.
 لقد كان خطأ عصام العريان أصلا أنه قبل الحديث لفضائية (دريم) .. وهو الخطأ نفسه الذي يقع فيه كثير من الأخوة الأفاضل المنحازين لمشروع الحكم الإسلامي ، بالكتابة في صحف علمانية لا يتوفر فيها الحد الأدنى من التوازن بين التيارين الإسلامي والعلماني ، لأنهم في هذه الحالة يتحولون إلى أداة للتغطية على عنصرية هذه الصحف. والحل يكون بمقاطعة الصحف والفضائيات المتطرفة في انحيازها للعلمانيين ، والمفرطة في نشر الأكاذيب والشائعات ، حتى يتعلم القائمون عليها كيف يحترمون مهنتهم ، وكيف يحترمون إرادة الشعب.
 وتبقى ثلاث تعليقات ..
أولا.. الكتابة المنتظمة في (الأهرام) حق يجب أن يناله كل من يتوافق هواه وثقافته مع هوى و ثقافة شعب مصر. وقد تمكن مؤخرا عدد قليل من كتاب التيار الإسلامي من الكتابة بانتظام في (الأهرام) بعد عقود من الحظر والإقصاء. ولكن ليس من بين هؤلاء للأسف د. حلمي القاعود ، وهو قامة فكرية وأدبية كبيرة لا تحتاج إلى تعريف. من المؤلم أن يستكتب (الأهرام) كتابا ارتبطوا قلبا وقالبا بنظام مبارك وحظيرة وزيره ، ولا يستكتب كاتبا بحجم حلمي القاعود . هذه رسالة إلى الأخ الأستاذ رئيس تحرير (الأهرام) أدعوه فيها إلى تصحيح هذا الخلل.
ثانيا .. هناك صنف من البشر "يخاف ما يختشيش".. تراه مستأنسا وديعا أمام الحاكم الطاغية المستبد ، "لا يهش ولا ينش" ، يسمع ويطيع ولا يسير إلا ملتصقا بالحائط . ثم تراه هو نفسه أمام الحاكم العادل التقي الذي لا يبطش ولا يظلم ، ممتشقا حسام الشجاعة مرتديا ثوب البطولة زاعقا بأعلى صوته "أنا جدع .. أنا مش فلان ولا علان ، أنا طويل وأهبل".
ثالثا .. الغوغاء الثورجية الذين لا يتركون فرصة للتحالف مع فلول مبارك والاستـقواء بهم ، أصبح عندهم المستشارين الغرياني والأخوين مكي "كخة" ، والمستشار عبد المجيد محمود "آخر عظمة" ، لا لشئ إلا نكاية في الرئيس ، وفرض "هزيمة" عليه تخفف بعض الشئ من نار الحقد والحسد المتأججة في قلوبهم ، وتنعش آمالهم في إفشال الحكم القائم.

ليست هناك تعليقات: