مصر الثورة





سوريا نحن معكم




with you syria

[IMG]http://shams-d.net/up//uploads/images/domain-b9caecbbc3.png[/IMG]




الثلاثاء، 9 أكتوبر 2012

ردا على مقال الأستاذ مجدي حسين ..يوم 9 اكتوبر

 

كل ما قيل قد يكون وجيه عن التدخلات الأجنبية أمريكية وصهيونية والإدارة الاعلامية الفضائية المشبوهة العربية الأمريكية في الموضوع السوري ( وهذا واضح تمام الوضوح ), الخسة والنذالة والعمالة للأعداء ليست خافية,  وان كان هناك من تحفظات عن اعلان مصادر المعلومات من الداخل السوري لديكم له وجاهته ومبرراته ولكن ما الداعي من عدم اعلان مصادر المعلومات الخارجية المأمونة  عن الداخل السوري ؟؟؟ ومصادركم كلها مبهمة ( زي الجزيرة والمصري اليوم و[ الوطن ] بالضبط )  وفي الدفاع عن النظام ما ان كان شيعيا اثنى عشريا وعلويا حكوميا (  ايرانيا + سوريا ) فهذا لا يحتاج الذكاء ولسنا بلهاء وما  اذن الوضع في العراق أليس طائفيا شيعيا ضد السنة المسلمين العراقيين والسنة هم الأغلب عدديا في أغلب ومعظم  كل بلاد العروبة والاسلام وهم الأصح عقيدة لراية الاسلام؟؟؟ - ( المخلصين ) وليس العملاء - وما الوضع في لبنان ؟؟ وما السر وراء البروباجندا الفارسية الملالية في الاعلام الايراني نحو البحرين وغض الطرف عن سوريا أليس هذا ابتلاعا للمنطقة العربية ؟؟؟ ولن نتكلم عن الاحتلال الأمريكي وجيوشه فما الوضع داخل الخليج العربي وأفغانستان والعراق وبلادنا الاسلامية بشكل عام هل نستبدل احتلالا روسيا سوفييتيا شيوعيا باحتلالا أمريكيا ثم لانلبث ان نسبتدله باحتلال صفوي اثنى عشري ايراني أو شيوعي شرقي ملحد مرة أخرى ؟؟؟؟ أين الاستقلال الوطنى والأمة العربية من ذلك والثورة الاسلامية من ذلك ؟؟؟ وأليس الدعم الصيني الروسي و الملالي  الطائفي ايرانيا ولبنانيا ( حزب اللات والعزي !! ) واضحا تمام الوضوح ؟!!!! وهل عدائنا للامبريالية الأمريكية تجعلنا أذنابا لإمبرياليات أجنبية شرقية أو شيوعية  تذبحنا وتنهبنا عوضا عن الغربية أفضل ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ وكما اننا كشعوب يقظة تلفظ أنفاسها وتتحرر وتثور ولا نثق في الاعلام الفضائي المشبوه
( الجزيرة + العربية ) فنحن لانثق أيضا  في  الصحف الصفراء الأمريكية واضحة العمالة والخيانة المعادية لأهل الاسلام وحركاتهم 
(( المصري اليوم )) !!!! , ونعلم انه من الواجب قضاء الحوائج بالكتمان واصلاح ذات البين بين المسلمين وتحييد ومعاهدة من لايعادينا ( عقيدة وثقافة وسياسة ) ونؤكد أننا في موقعنا متحررين من السياسات وحساب الحزبيات , ولكن المبادئ لا تتجزأ واللعب السياسي الدولي لايكون على جثث وجماجم البشر والشعوب وان كانوا مسلمين فهم أولى قربى وأولى بهذا الصخب والرفض - وهو أضعف الايمان -  الذي ما سمعناه منكم منذ بداية ثورة اخواننا العرب المسلمين في سوريا - أي منذ أكثر من عام - والأرقام لاتعنينا 30 ألف أو نصفهم هم بشر و أبرياء ومسلمين أيضا دمائهم أثمن من بيت الله العتيق - وان كان فردا واحدا -   يا فاقدي الحس ( مش قالب جبنة رومي وبراميلي , ..جملة وقطاعي!!!!! ) وما الفرق ان يذبح بشار 30 ألف أو ثلاثين مليون أو ثلاثين مليار و الفجرة الكفرة المدمرين الأمريكان ذبحوا اليابانيين آلاف وملايين بالنووي ( ناجازاكي + هيروشيما ) والفجرة الكفرة المجرمين الروس ( السوفييت سابقا ) ثلاثين أربعين مليون روسي وأوروبي في الحرب العالمية واحتلالهم لبلاد الاسلام سابقا وحاليا ولا زال ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ( جملة ولا قطاعي !!؟ )-  كله ذبح وفجر وإرهاب ؟!!!!! ومن هذا الموضوع والشئ بالشئ يذكر نطالب الحكومة الثورية في مصر ان كانت ثورية أصلا والرئيس أولهم بالطبع  باغلاق الصحف والقنوات المشبوهة  على أرض مصر( مصرية أو أجنبية )  بشكل واضح واصدار أمر اعتقال طوارئ تحت اسباب الخيانة العظمى لكل هذا العبث ولا داعي للمبررات الممجوجة حريات ومعلومات وتيت تيت - الجواسيس ليس لهم حريات , ليس لهم إلا السجن أو الاعدام !!! وهذا رأي وجيه أيضا بالمناسبة ..


__________________________________

مجدي أحمد حسين يكتب : نؤيد ثورة الشعب السورى.. ونرفض التدخل الأجنبى

الثلاثاء, 09 أكتوبر 2012


<< نؤيد مبادرة مرسى وندعوه لضبط تصريحاته حتى يحقق أهدافها
<< نتابع تأسيس قيادة موحدة للثورة بالداخل ونعول عليها فى قيادة المرحلة الأخيرة والخطيرة
<< أضاع بشار فرصة تاريخية للإصلاح.. وانتهى العمر الافتراضى للنظام بسيل الدماء
<< فى 2009 أعطيت بشار كتابا لى ينتقد وراثته الحكم وحددت له رقم الصفحة!!
<< بعض تفاصيل المبادرة الإسلامية للإصلاح فى بداية الثورة السورية ورفض النظام لها
<< وما هو الاقتراح الذى قدمه حزب العمل خلال هذه المبادرة؟
<< تفاصيل الحوارات مع بعض مجاهدى سوريا والتى جرت فى قلب دمشق
<< دول أصدقاء سوريا هم أعداء سوريا والعرب والمسلمين!

كما ذكرت فى العدد الماضى، لا يمكن أن تشغلنا مشكلاتنا الداخلية عن هموم الوطن العربى الكبير ولا العالم الإسلامى الأكبر. وسوريا تقع فى بؤرة الأحداث الآن. دماء الشعب السورى لن تذهب هدرا، بل سيجنى مقابلها حريات حرم منها عبر عقود من الزمان، حيث صور حكام سوريا كما فعل من قبل حكام العراق ومصر وليبيا والسودان واليمن والجزائر وحيثما قامت نظم قومية علمانية، صوروا جميعا أن معارك الخلاف مع الغرب الاستعمارى تبرر لهم استعباد الشعوب وكتم أنفاسها، ووضعوا تناقضا مستحيلا بين الاستقلال الوطنى والحريات السياسية، وكأن الاستقلال قرين العبودية الداخلية، بل إن تغيير الحاكم يرقى إلى المحرمات فيبقى كل منهم حتى يموت أو يقتل، ودون أى دفاع عن النظم الملكية التى تزيد سوءا، قامت هذه الجمهوريات دون استثناء تقريبا بالتحول إلى التوريث للأبناء: مصر – سوريا – ليبيا – اليمن – العراق، ولم يحدث إعداد للتوريث فى تونس والجزائر لأن "خِلفة" الذكور انقطعت لدى حاكمى البلدين.
أثناء حكم الرئيس حافظ الأسد كنت أتعجب خلال زياراتى لسوريا عندما أقرأ على الجدران فى كل مكان: الأسد للأبد! ولم أتعجب من وجود اسم أو صورة أو تمثال الرئيس فى كل أركان سوريا، فهذا معروف ومكرر فى الدول المماثلة! ولكننى كنت أتساءل بمنتهى الحيرة: لماذا كلمة "للأبد"؟ فهذه كلمة استفزازية بلا داع، ألا يعلم حافظ الأسد ومن حوله أنه ميت لا محالة إن عاجلا أم آجلا؟! ولكننى اكتشفت قِصر نظرى بعد ذلك بأعوام، إذ ظهرت قصة إعداد باسل الأسد للتوريث، وبدأت صوره تغطى الأفق. إذن المقصود أن تظل عائلة الأسد تتوارث الحكم إلى الأبد. إذن كان الشعار "الأسد للأبد" واقعيا وليس خرافيا كما تصورت فى البداية. ولكن عادت وجهة نظرى تنتصر فقد مات باسل الأسد فجأة فى حادث مرورى حيث كان يقود السيارة بسرعة جنونية كما قيل. إذن عزرائيل موجود، ولا ضمانة لحكاية "الأبد". ولكن كان حافظ الأسد عنيدا ولم يفكر فى أى وريث آخر إلا من صلبه، وهذا ما حدث كثيرا فى النظام الجمهورى الرومانى القديم، وهى غريزة خطيرة يجب التحصن ضدها بالتمسك الحازم بدورتين فقط للرئيس (سويسرا تكتفى بدورة واحدة!!). فقام حافظ الأسد باستدعاء ابنه بشار من لندن حيث كان يدرس طب العيون، وبين عشية أو ضحاها حصل على دورة عسكرية وأصبح ضابطا برتبة عقيد فى الجيش السورى، فالعسكرية من شروط الحكم فى البلاد وإن لم تكن مكتوبة فى الدستور (كان باسل الأسد عسكريا). ولم يعترض الجيش السورى ولا الأجهزة الأمنية. وتسجيلا للواقع المعروف أقول: كان بشار الأسد أفضل المتحدثين فى مؤتمرات القمة العربية، وأفضل المواقف بالنسبة لقضية فلسطين، والمقاومة اللبنانية والعراقية، بل امتد انفتاحه إلى الحركات الإسلامية فى الأردن ومختلف الدول العربية، إلا الحركات الإسلامية السورية!! وقد التقيته مرتين (قبل دخولى السجن 2009) ضمن وفد للأحزاب العربية وقدمت له كتابى (لا) وهو ضد مبارك، وعلى خلاف ما يفعل الناس مع الحكام، فتحت له الصفحة التى كتبت فيها عن انتقاد توريث الحكم، وقلت له: أعرف أن وقتك مشغول ولن تستطيع قراءة الكتاب كله، فاقرأ الصفحة التى تخصك. وقال لى: هل أنت الذى كتبت عن الجاسوس يوسف والى؟ قلت له: نعم.
وأذكر أن هذه الصفحة ترفض فكرة توريث الحكم، ولكن تشير لبشار أن يخرج من تاريخه، وأن يبرهن عن نفسه كحاكم صالح طالما أصبح هو رئيس الأمر الواقع. وقد كان هناك رأى عام فى سوريا يقول بذلك ويعطى فرصة لبشار، ولم يكن لبشار أى تاريخ دموى مع الشعب؛ حيث لم يكن مشاركا فى العمل السياسى أصلا. ولكن بشار أضاع أو أجبر على تضييع فرصة تاريخية بأن يكون حاكم الإصلاح الداخلى حتى وإن كان جزئيا. مثلا ظلت مناقشات قانون الأحزاب السياسية لأكثر من 5 سنوات. حتى أصبحت مزحة ثقيلة، وكلما سأل أحد عن قانون الأحزاب قيل إن اللجنة تبحثه وسيعرض على الرأى العام عما قريب!!
والعنصر الطائفى موجود بالتأكيد؛ فالسيطرة العلوية وفى قلبها الأسرة الحاكمة تمسك مفاصل الدولة، دون أن يعنى هذا عدم وجود سنة أو دروز أو مسيحيين فى المواقع السياسية والحزبية والعامة المختلفة. ورغم رفضنا للطائفية فلا بد من هذا الحديث للخلاص منها، وليس لترسيخها. الوضع الطائفى يفسر كثيرا مما يجرى على السطح مع الأسف الشديد. وسنصل لهذه النقطة بالمزيد من التفصيل. ولكن دعنا نتتبع مسار الأحداث، وقد كنت شاهدا عليها لأننى كنت أواصل زياراتى لسوريا فى الشهور الأولى للثورة. كانت الشرارة الأولى للثورة فى درعا وكانت المظاهرات تهتف مطالبة بمطالب اجتماعية تدور حول حق البناء على الأراضى وملكيتها حيث توجد مشكلات فى ذلك بسبب أنها محافظة حدودية كما يحدث عندنا فى سيناء. ولم تتعود السلطات على مثل هذه الأساليب من الاحتجاج والتعبير، فقمعت المظاهرات بوحشية غير عادية. فبدأت تحدث مظاهرات تضامنية مع أهل درعا ومن سقط فيها من الضحايا، وأخذت كرة الثلج تكبر، ليس من حيث المساحة الجغرافية فحسب، بل من حيث المطالب المختزنة، وحدث نفس السيناريو الذى تكرر فى كل الثورات؛ قال حكام مصر: مصر ليست تونس. وقال حكام ليبيا: ليبيا ليست مصر أو تونس. وقال حكام اليمن: اليمن ليست مصر أو تونس أو ليبيا. قال حكام سوريا: سوريا ليست مصر أو تونس أو ليبيا أو اليمن. ولكن الشعب السورى استمتع بأوكسجين الثورات العربية، ورأى أنه أحق بها من غيره. فبدأ الخروج يتزايد.
وقال لى أحد المجاهدين السوريين ملخصا الموقف كالتالى: إن أبرز ظاهرة تشهدها البلاد أن الخوف بدأ ينتقل من الناس إلى رجال الشرطة والأمن. كان ذلك فى شهر مارس أو إبريل 2011 كان واثقا من كلامه، وكان يرى بعين المستقبل. وعندما تمكنت من لقاء مجاهدين آخرين فى الداخل بعد ذلك بعام قالوا لى رغم عشرات الآلاف من الشهداء: إننا نقترب من النصر بخطى ثابتة، ونرى ضوء النصر أمامنا واضحا فى نهاية الطريق الذى أصبح قصيرا. منذ عام ونصف قلت للمجاهدين ما هو هدفكم: قالوا لا نقبل بأقل من إسقاط المادة الثامنة من الدستور التى تجعل حزب البعث هو الحزب القائد الوحيد فى البلاد. فما معنى الحديث عن تعددية حزبية فى ظل هذا القانون. قلت: كلام منطقى لا خلاف عليه. واتفقنا فى هذا اللقاء على أن مطلب مساندة المقاومة والموقف من إسرائيل، موقف بالغ الأهمية للحفاظ على المسار الوطنى للثورة، ورسالة تطمين مبدئية لقوى المقاومة وكافة القوى العربية والإسلامية المعادية للحلف الصهيونى الأمريكى، بحيث يكون واضحا أن ثورة الشعب السورى ضد الدكتاتورية والاستبداد والفساد.
ورغم انشغالنا من قمة رؤوسنا إلى أخمص الأقدام بأوضاع مصر، فقد شارك حزب العمل فى مبادرة غير معلنة فى هذه المرحلة الحرجة من الثورة السورية، مع عدد من القوى الإسلامية العربية المؤثرة، وكانت مشاركتنا بالاقتراحات والمشورة دون لقاء مباشر مع أى مسئول سورى، عدا لقاء واحد مع مسئول حزبى سورى من الأحزاب المتحالفة مع البعث. وكان مطلب النظام السورى هو تهدئة الثورة الشعبية من خلال رموزها الإسلامية، ولكن دون تقديم تنازلات أو استجابة حقيقية لمطالب الشعب؛ والتى كانت لا تزال تدور حول المادة الثامنة من الدستور. وقانون ديمقراطى للأحزاب. وتقدمنا فى حزب العمل باقتراح؛ أن يعلن النظام السورى إقرار قانون الأحزاب المصرى الجديد الذى صدر بعد الثورة، مع تنزيله على الواقع السورى كما هو، أى بتعديلات طفيفة لا تؤثر على الجوهر، ولقد ظننا أن النظام السورى سيمسك بهذه المبادرة لأن قانون الأحزاب المصرى ليس جيدا تماما!! وقد رأينا أن من مصلحة جميع الأطراف أن يتم التغيير بسلاسة فى سوريا لعدة أسباب؛ أن العنف إذا جرى فى سوريا فسيكون شديدا، فى إبريل 2011 قال لى مجاهد عربى يعيش فى سوريا التقيته فى دمشق: إننى أخشى من الصدام لأن الصدام فى هذا البلد (بوضعه الطائفى) سيعنى عشرات الآلاف من القتلى إن لم يكن أكثر. مع الأسف كانت تقديراته سليمة. كذلك كنا نخشى على ترتيبات تواجد المقاومة الفلسطينية والإسناد اللوجيستى للمقاومة اللبنانية، كذلك كنا شديدى التعاطف مع الشعب السورى وتطلعاته المشروعة. ولقى اقتراح حزب العمل استحسانا من مختلف الأطراف، وأرسلت لهم نسخة من قانون الأحزاب المصرى، رغم أن الحصول عليه ليس معضلة فهو موجود على الإنترنت. كما شاركت فى صياغات بعض المذكرات الشارحة. ولكن هذه المبادرة سرعان ما وصلت إلى طريق مسدود. فقد كان النظام لا يزال بعافيته وقرر اللجوء للحل الأمنى. وتم ارتكاب فظائع لا أول لها ولا آخر فى مواجهة الشعب الأعزل. وأقول بيقين إن قناتى العربية والجزيرة تبالغان فى الأحداث فى إطار جدول أعمال أمريكى، وليس حبّا فى الشعب السورى، ولكن إذا خفضت 50% من مادة القناتين تصبح قريبا جدا من الحقيقة. وهو كاف لإدراك حجم الكارثة التى تجرى على أرض سوريا. قصص أجهزة الأمن السورية قبل الثورة مع المعارضة مروعة، وهى لا تتخير عن أجهزة معظم الأنظمة العربية. وعندما يأخذ النظام قرار الحل الأمنى فلك أن تتخيل حجم التوحش الأمنى.
فالتصفيات الجسدية أصبحت سهلة للمتظاهرين، وللمصابين من المتظاهرين فى المستشفيات، ولأسر المنشقين، وهذه الوحشية تبرر التفكير فى استخدام العنف المضاد. وقد تكون بعض مجموعات المعارضة بدأت العنف المنظم، ولكن البعض يتهم السلطات السورية بأنها هى التى حفزت العنف بالإفراج عن بعض المسجلين خطر والبلطجية (الشبيحة باللهجة السورية) وبعض الإسلاميين الذين ينتهجون العنف من السجون السورية، وأطلقتهم لتدفع البلاد إلى دوامة العنف، وليعطى ذلك ذريعة للسلطة لاستخدام العنف. وإذا كانت هذه الرواية مشكوك فيها رغم أنها من مصادر موثوقة، يظل أن استخدام العنف المفرط ضد المظاهرات لا بد أن يحفز فكرة العنف المضاد. وتزايد الدم المهراق وأغلبه من أبناء الشعب السورى الأبرياء، وارتفع سقف المطالب إلى إسقاط النظام. ودخلنا فى مرحلة المبادرات الدولية الفاشلة حتى الآن. وفى تقديرى أن النظام هو المسئول عن كل هذا المسار المتدهور للأحداث. وما سنتحدث عنه لاحقا عن مخاطر التدخل الأجنبى، ليس دفاعا عن نظامٍ انتهى عمره الافتراضى من وجهة نظرنا، ولكن دفاعا عن مستقبل الشعب السورى ووحدة سوريا واستقلالها وارتباطها بأمتها العربية الإسلامية.
فعندما احتدم الصراع اتسع الخرق على الراقع، وانفتحت شهية أعداء الأمة لالتهام الحَمَل السورى، كما يحاولون مع باقى الثورات العربية. بعد عزل كل ثورة وكل بلد عن الأخرى، ويتم التعامل مع كل بلد وكأنها حالة خاصة. كان الحلف الصهيونى الأمريكى يتربص بسوريا، بل وضعها على رأس قائمة الدول المستهدفة بالاحتلال منذ 2003 بعد العراق مباشرة. وقال مسئول أمريكى عقب احتلال العراق مهددا سوريا: على السوريين أن يدركوا أننا أصبحنا هنا فى العراق إلى جوارهم وأننا قادرون على التمدد إليهم. وكان هذا الكلام مكتوبًا فى وثائق رسمية نشرها مسئولون عسكريون أمريكيون.
ومن الطبيعى أن تكون حماقة النظام السورى بالحل الأمنى: على طريقة سوريا ليست تونس، من الطبيعى أن هذه الحماقة فرصة ذهبية ليأتى الأمريكان لنصرة الشعب السورى العربى المسلم!! وتتكون هيئة أصدقاء سوريا برئاسة السيدة كلينتون وزير خارجية أمريكا، وفى معيتها فرنسا وانجلترا وعشرات من الدول والنظم التى لم تجتمع إلا على المصائب، وإلا على النيل من أمة العرب والمسلمين. هى تقريبا نفس المجموعة من الدول التى تقتل أهلنا فى أفغانستان، وهى نفس مجموعة أصدقاء إسرائيل، وهى نفس المجموعة التى اجتمعت من قبل لتدمير العراق وشعبها حتى تركت فيها مليارى أرملة، وهى نفس المجموعة التى تتنافس لنشر الكاريكاتير المسىء للرسول عليه الصلاة والسلام. كثير من المصائب جمعت مثل هذه البلدان ضد مسلمى الصومال، ولم نسمع لهم صوتا عندما ذبح المسلمون فى ميانمار. واجتمعوا لمنع إقامة دولة إسلامية فى البوسنة.. ولضمان استمرار حصار غزة.. إلخ.
والأمر لم يقتصر على اجتماعات أصدقاء سوريا ذات الطابع الدبلوماسى الدعائى الاعلامى، ولكن ما يجرى فى الخفاء أعظم، فقد تم تشكيل غرف عمليات فى تركيا وبعض الدول الأوروبية، بقيادة أجهزة مخابرات هذه الدول، لإدارة الصراع السورى من الخارج: إمدادات عسكرية ومالية وإمداد بأجهزة رصد متطورة، وخبراء من مختلف الجنسيات، والسماح بجمع مقاتلى تيار القاعدة، والدفع بهم من خلال حدود تركيا والأردن ولبنان والعراق المجاورة لسوريا. وتقوم قطر والسعودية بتمويل كل ذلك لتحقيق أهداف إستراتيجية أمريكية صهيونية، وليس لتحرير سوريا من الاستبداد أو إقامة دولة إسلامية مستقلة فيها وإلا كان من الأولى إقامة هذه الدولة فى جزيرة العرب أو قطر.
ولست من حيث المبدأ ضد حمل السلاح ضد الحاكم الظالم إذا لم يكن هناك سبيل غير ذلك. ولكن لن أفعل ذلك إذا كان يعتمد على تمويل ودعم من أعداء الأمة، لأن الهدف النهائى من وجودنا كمسلمين أن نتحرر من الحلف الصهيونى الأمريكى وأن نبنى حضارتنا المستقلة، فكيف أتصور أنه يمكن لى أن أتحرر بمساعدة الشيطان. التحالف مع الشيطان كلمة قالها تشرشل لتبرير تحالفه مع ستالين ضد ألمانيا النازية. ولكن المسلم لا يعرف هذا المصطلح: التحالف مع الشيطان! لأن غاية المؤمن أن يتحدى الشيطان وأن يهزمه، بل هذا هو مبرر وجود وكينونة ورسالة المؤمن. وسأتحدث فى مقال قادم عن العراق: وستذهلون من أحوال العراق البائس الذى سيظل يدفع ثمن نظرية اعتماد البعض على حكم بريمر والقوات الأمريكية للخلاص من حكم الدكتاتورية. حتى بحساب عدد القتلى: وهو المبرر الأساسى للتفكير فى الاستعانة بالأجنبى، كما ذكرت: مليونان من الأرامل أى مليونان من الشهداء. فى حديث قائد إخوان سوريا البيانونى للمصرى اليوم الصادرة يوم الجمعة الماضى دعوة صريحة للتدخل العسكرى الأجنبى. ألا يسمع البيانونى تصريحات العميل الأفغانى كرزاى شبه اليومية التى تنتقد الأمريكان على قتل المدنيين الأفغان، ثم يمضى فى تعاونه معهم، هل هذا ما يطمع فيه؟ وهل هذا ما يتمناه لنساء سوريا وأطفالها وشيوخها. سألنى مواطن سورى يعيش فى الخارج: ماذا تفعل إذا لم يكن لديك إمكانيات عسكرية كافية لمواجهة الطاغية؟ ألا تطلب تدخلا أجنبيا؟ قلت له صادقا: لئن متنا جميعا عن بكرة أبينا فهذا أفضل لنا فى الدنيا والآخرة من بيع الوطن لعدوٍ أنت تعرف أنه لم يحرر شعبا من الشعوب ولكنْ له تاريخ طويل فى إبادة شعوب بأكملها.
فى سوريا حدث تحالف مخيف لا يضمن مستقبلها: مقاتلون وطنيون يريدون تحرير وطنهم من الطغيان + مجموعات تدين لفكر القاعدة التى تحولت إلى لغز مخيف يضر أمتنا أكثر مما يفيدها + عملاء مباشرون للحلف الصهيونى الأمريكى + دول الغرب وإسرائيل معهم من وراء ستار.
أهم شىء فى الثورة الشعبية أن يكون البديل جاهزا وملائما ومتوافقا عليه لدى القاعدة العريضة من الشعب. إن رفض نظام ما أسهل شىء أو هو الجزء الأسهل من المعادلة أما الجزء الأصعب فهو البديل. فى الثورة المصرية قالت التحليلات السطحية إن الثورة لم يكن لديها بديل، وهذا غير صحيح إطلاقا: لقد كانت الحركة الإسلامية بكل تلاوينها وبعض التيارات الوطنية المخلصة هى قيادة هذه الثورة، والقطاع الأكبر فى الحركة الإسلامية المنظمة هو الذى استولى على الحكم بالانتخابات، كما فعل الوفد فى أعقاب ثورة 1919. وقد شرحت ذلك فى مقالات أخرى. فى سوريا لا يوجد تنظيم يوازى تنظيم الإخوان المسلمين المصرى، فقد تعرض للتصفية التامة بعد أحداث حماة وبعد أن أصبحت عقوبة عضوية الإخوان هى الإعدام!! ولسنا فى حزب العمل بعيدين عن متابعة مخاض تشكيل قيادة موحدة فى الداخل السورى من التنسيقيات المحلية المختلفة، وهذه عقدة الواقع السورى الآن لأن المعارضة الخارجية مرفوضة من الداخل، وهو رفض موضوعى وواع لتلوث معظم رموز هذه المعارضة. نحن فى أشد الاحتياج لهذه القيادة الموحدة المخلصة فى الداخل، من أجل الإدارة الراشدة للصراع فى مرحلته الأخيرة الصعبة، فى مرحلة التفاوض النهائى، والاتفاق على الخطة الانتقالية للحكم بما يضمن استقلال البلاد، وامتناع التدخلات الأجنبية فى المرحلة الجديدة للحكم القادم بإذن الله.
ومن هذه الزاوية فنحن نؤيد مبادرة الرئيس مرسى، ونرى أن نجاحها يتوقف على توقفه عن تصريحاته النارية ضد النظام السورى، فإذا كنا نريد إنقاذ الشعب السورى من النزيف الدموى، ونفتح له طريق الحرية وتقرير المصير، فالمهم أن نتقدم على هذا الطريق. وليدرك مرسى أنه فى الحكم الآن، والمهم أن ينجز لا أن يصدر تصريحات صاخبة (دع هذه التصريحات الصاخبة لأمثالنا!!)، لأن هذه التصريحات قد تعكس العجز على أرض الواقع. فى الأزمة السورية فإن تصريحات أردوجان الصاخبة تتوازى مع لحظات الإحباط التركى والعجز عن حسم الصراع على أرض الواقع.
هناك أمور حساسة لا بد أن تناقش فى مفاوضات مغلقة ومن ذلك البعد الطائفى للمسألة من أجل معالجتها ونفيها لا من أجل تأكيدها أى دون "طائف" سورية.
المعروف أن المسلمين السنة يمثلون بين 70 إلى 80% من السكان ولكنهم مهمشون عن مفاصل القرار، وتزوير الانتخابات لا يعطيهم وزنهم الحقيقى فى المؤسسات المنتخبة. وأن الطائفة العلوية تشكل بين 12 إلى 15% ويتوزع الباقى بين المسيحيين والدروز والإسماعيلية. أما الشيعة الاثنا عشرية فلا يصلون إلى 1%. وبالتالى فإن محاولة صبغ الصراع الراهن بالسنى – الشيعى هى محاولة مفتعلة، لتحويل هذا الصراع إلى محور الصراع فى المنطقة، وبذلك يكون السنة حلفاء أمريكا المباشرين وحلفاء إسرائيل غير المباشرين.. والشيعة حلفاء روسيا والصين!! وهذه خطة شيطانية لأمريكا والصهيونية، ونعترف بأنها خطة ذكية ولا غنى عنها لهم بعد فشلهم العسكرى فى أفغانستان والعراق ولبنان وغزة؛ فالاثنا عشرية– عقائديا– لا يعترفون بالمذهب العلوى. والمسألة بالفعل مسألة انحياز سياسى، وليست مسألة مذهبية.
وسنتناول بإذن الله البعد الإقليمى والدولى بالتفصيل فى العدد القادم. ونتناول دور إيران وحزب الله فى الأزمة السورية ولماذا تتركز الثورة فى الحزام السنى، وهل حسمت دمشق وحلب السنيتان (10 ملايين) موقفهما أم أن المسلحين القادمين من الخارج هم أساس المعارك فى العاصمتين؟. بل ونتعهد تضامنا مع الشعب السورى أن نخصص مساحات متزايدة لنشر المزيد من المعلومات التى يحجبها الاعلام الفضائى. ونقول للقارئ الكريم لا تعتمد فى الموضوع السورى ولا غير السورى على الفضائيات فحسب وإلا ستكون لديك صورة مشوهة عن الواقع فى مختلف الموضوعات، لأن الاعلام الفضائى العربى –إلا من رحم ربى- لا يزال خاضعا للتمويل الأمريكى أو للهيمنة الأمريكية.
ونعود للموضوع الطائفى ونقصد به هنا (العلوى – السنى) مع تحالف العلوى مع باقى الأقليات، ونقول إذا اعتمدنا الحل الديمقراطى الانتخابى فإننا سننزع فتيل الأزمة، لنعتمد على الانتخابات الحرة، وبالتأكيد يؤدى هذا فى المدى القريب لتكتل طائفى ولكن مع مرور الأيام، سيفرق الناس بين الأحزاب على أساس البرامج السياسية، ويتم تفكيك الحالة الطائفية، وبالتالى فإن الحكم فى سوريا يخشى الانتخابات الحرة لأنه سيرسب فيها لا محالة.
وفى البحرين يقول الحكام إذا أعطيت صلاحيات كاملة للحكومة فإن الحكومة ستكون أغلبيتها شيعية لأن الشيعة يمثلون 60% من السكان. فلماذا لا يكون التدخل العربى على أساس هذا المعيار الانتخابى (أعتقد أن خطة مرسى تقوم على أساس التعجيل بالانتخابات فى سوريا) بدلا من هذه "الطوشة" الطائفية التى ستأكل الأخضر واليابس إذا تركنا لها الحبل على الغارب. بل هى خطة أمريكية صهيونية صميمة.
كل هذا المقال وكأنه مقدمة للدخول فى أعماق جرائم النظام السورى، وأيضا فى أعماق التآمر الإقليمى الدولى على سوريا العزيزة. ومقدمة للبحث عن الانعتاق والخلاص الوطنى الآمن. 

 

ليست هناك تعليقات: