مصر الثورة





سوريا نحن معكم




with you syria

[IMG]http://shams-d.net/up//uploads/images/domain-b9caecbbc3.png[/IMG]




الأربعاء، 11 أبريل 2012

نادر بكار يكتب: خطر اللواء! 

 

لأربعاء 11 ابريل 2012



نزول سليمان مرفوض من ناحية المبدأ لأنه يعنى أن شيئاً لم يتغير منذ اندلاع الثورة حتى اللحظة الراهنة
قد يُحمد الخطر الداهم، على الرغم من مقتنا له ونفورنا منه، إذا كان من أثره أن يوحد الصفوف من بعد طول تفرق، أو يوقظ النيام من بعد طول سُبات، وذلكم ثمرة ما عبرت عنه الآية الكريمة: «فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً»، «النساء 19».. فعلى الرغم من ارتفاع وتيرة المناوشات بين تيارات المجتمع المصرى المختلفة على أثر أزماتٍ شتى، فإن الوجوم الذى أراه مرتسماً على وجوه الجميع، والقلق الظاهر فى كتاباتهم لإحساسهم بخطر نزول اللواء عمر سليمان إلى حلبة السباق الرئاسى، لا أميز فيه بين فصيل وآخر.
والخطر الذى أعنيه لا ينبعث من ترشح «اللواء» فى حد ذاته. صحيح هى مفاجأة للكثيرين، لكن إذا ما أردت أن تتناولها بالتحليل، فلابد أن تضرب الذكر صفحاً عن تناول الصفات الشخصية كالحياء، والخجل من الشعب، وغير ذلك، فالحديث الشريف قد أراحك من كل هذا العناء بقوله صلى الله عليه وسلم «إذا لم تستحِ فاصنع ما شئت».. اللواء عمر سليمان رجل المخابرات «كلاسيكى» الطراز، تعود عند إصدار القرارات على تنحية العواطف جانباً.. اعتمد أنت على هذا المعطى أثناء تحليلك، وأضف إليه «الوجه الثلجى» الذى يقابلنا به صيفاً أو شتاءً لتعرف عن أى شخصيةٍ نتحدث.. إنما الخطر الحقيقى يتمثل فى القدرة على تحدى الثورة إلى هذه الدرجة.. بل لن أذهب بعيداً لو قلت إن الخطر هو التجرؤ على شعب بأكمله.. ومن جديد ليست جرأة «اللواء» بالتى تخيفنا، وإنما «الجَلَد» المنظم الذى تمكنت به القوى المناهضة للثورة أن تلملم شتاتها، وتعيد ترتيب صفوفها إلى درجة الدفع بـ«شفيق»، ومن بعده «سليمان» بهذه السهولة، هو الذى يبعث على القلق.
بالطبع ملامح كثيرة فى ملفات سيادة اللواء يمكن أن نستشف منها الخطورة، لكن المثير للدهشة أن «اللواء» نفسه مصرٌ على أن تقتحم الخطورة غشاوة كل أعمى، ويسمعها من فى أذنيه وقرٌ.. وإلا فقل لى بربك ما الذى نفهمه من قوله إنه لن يقبل أن يكون رئيساً محدود الصلاحيات فى نظام شبه رئاسى أو برلمانى؟.. كيف يمكنه أن يتحدث عن شكل دولة سيتحدد فى الدستور المقبل بهذه البساطة وهو يقبع- ولو نظرياً- فى مقاعد المتفرجين؟
الإجابة من الناحية المنطقية ستنحصر فى إحدى ثلاث:
إما أن نحسن الظن «مضطرين» ونقول إنه لو حصل واجتاز الانتخابات وصار رئيساً، وكانت إرادة الشعب فى الاستفتاء على الدستور تميل إلى الدولة شبه الرئاسية أو البرلمانية، فساعتها لن يكون أمام «اللواء» إلا أن «يرضخ» لإرادة الشعب، ومن ثم يتنازل عن الرئاسة، ويتركها لمن يرضى أن يتقاسم السلطة مع باقى مؤسسات الدولة «طبعاً هذا من قبيل أحلام اليقظة»!
أو نقول إنه سيقبل بوضعٍ سبق أن أبدى منه استياءً، وهو ما يتنافى تماماً مع شخصية «اللواء» التى حفظناها عن ظهر قلب، وبالتالى أستأذنكم أن أضمها إلى سابقتها من أحلام اليقظة!
تبقى لنا إذن أن نفهم أى نظام يريد سيادة «اللواء» أن يرسى دعائمه بعد الثورة.. إعادة إنتاج للديكتاتورية فى أبشع صورها.. فإذا ما سمعته بعد ذلك يتحدث عن استكمال مطالب الثورة، والقضاء على الاستبداد، فلن يسعك إلا أن تعلق بجملة واحدة: إن هذا إلا اختلاق!نزول «اللواء» مرفوضٌ من ناحية المبدأ، لأنه يعنى أن شيئاً لم يتغير منذ اندلاع الثورة وحتى اللحظة الراهنة، فإذا لم يكن «اللواء» بالنسبة للنظام السابق الذى هتف الشعب بسقوطه كالقلب للجسد، فمن غيره إذن؟
أما الزعم بأنك ما نزلت إلا لأن الجماهير هى التى طالبتك بالنزول، فحجةٌ داحضةٌ بلا شك، لأن تزييف إرادة الشعوب صناعة طاغوتية قديمة، لاسيما أن نبأ اللجان الإلكترونية التى فضحت أمرها الصحف ليس منا ببعيد، تماماً كصناعة الخوف.. الخوف من ضياع الأمن، الخوف من مستقبل غير واضح المعالم، الخوف من التيار الإسلامى.. المهم أن تعتمد على الخوف الغريزى الذى تثيره فى ضمير شعب مقهور مغلوب على أمره ثلاثين عاماً أو أكثر، لكى يرى فيك مخلصاً منتظراً.. وزيادة فى الحبكة، فلا مانع من استدرار عطف الناس بالزعم أن التيار الإسلامى هددك بالقتل.
للتذكرة: لا يحيق المكر السيئ إلا بأهله، وعلى الباغى تدور الدوائر.

 

ليست هناك تعليقات: