أدبيات مصرية

أخطأنا 

 

الاثنين 24 جمادي الاولى 1433 هـ - 16 ابريل 2012 م

جريدة الحرية والعدالة

د. حمزة زوبع



نعم أخطأنا حين عاملنا اللئيم معاملة الكريم ؛ ظنا منا أنه سيفهم ويقدر قيمة العفو عند المقدرة , ولكنه للأسف يعيش لئيما ويموت لئيما وغبيا أيضا !

أخطأنا حين اعتقدنا أننا والمجلس العسكري إيد واحدة من أجل مصر ولكننا فوجئنا بأن المجلس العسكري لا يعبر عن مصر بل يعبر عمن يتحدثون باسمه , كنا ننصحه برفق فاعتقد أن همسنا ضعف ٌ , وأن طلبنا رجاء , وربما غره بعض مستشاريه فأصدر بيانه الكئيب يهددنا ويتوعدنا بعودة أيام الخمسينيات واليوم نقول له : بل المحاكم أمامكم ولا شئ سواها لأنكم تريدون حرق مصر عبر طرف ثالث قد ظهر للعلن وهو يقف معكم وتقفون معه حتى ينقذكم لكن هيهات !

أخطأنا حين اعتقدنا أن بعض النواب سيقلعون عن عاداتهم (( السرية )) القديمة ويتوبون إلى الله ويطلبون العفو من الشعب فإذا بهم (( حيات )) تسعى , تدور لتلدغ من الظهر . مثل هؤلاء لا مكان لهم ولا صلح معهم ويستحقون كل ما يقال عنهم ويستحقون أن تزدريهم العيون , ويحتقرهم الناس حتى الصبية في الطرقات .

أخطأنا حين قررنا أن نمنح العسكر فرصة لكي يعيدوا حساباتهم , فاعتقدوا أن الوقت في صالحهم وأن فتنة ستقع بين الاخوان وبقية الفصائل الوطنية , لم يفهموا المزاج الثوري العام واعتقدوا أنه بامكانهم إعادة انتاج موقعة الجمل باخراج مخابراتي مختلف حين يدخل عمر سليمان ممتطيا صهوة جواده إلى ميدان الرئاسة في الوقت الذي يعلن فيه العسكر حل مجلس الشعب وساعتها يقولون للعالم (( ها نحن عدنا ولا ثورة ولا يحزنون )) !

أخطأنا حين اعتقدنا أن حبال الود متين بيننا وبين القوى الوطنية الاخرى , وكان الأمر يحتاج كما يفعل ربان السفينة إلى اختبار متانة هذه العلاقات وتمتينها بالقدر الذي يمكن الجميع من مواجهة فتنة العسكر ومقالب من يعملون لصالحهم من وراء ستار !

أخطأنا حين استعملنا لغة الأدب مع من لا أدب عنده , ولغة الأخلاق مع من لا خلق له , بل كان يجب أن يعامل هؤلاء بالمثل ويرد عليهم القول (( لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم وكان الله سميعا عليما )) النساء 148 .