مصر الثورة





سوريا نحن معكم




with you syria

[IMG]http://shams-d.net/up//uploads/images/domain-b9caecbbc3.png[/IMG]




السبت، 14 أبريل 2012

مبارك الآخر 

14/04/2012

بقلم: فهمي هويدي 
حسني مبارك وعمر سليمان ليسا رجلين مختلفين، ولكنهما رجل واحد له نفس العقلية والأفكار، والمصريون محقون إذا ما صدمهم ظهور سليمان في الصدارة، فالرجل ظل سوط مبارك طول الوقت وقد دافع عن نظامه بالترويع والتعذيب. هذا الكلام ليس لي، ولا علاقة له بترشح صاحبنا لرئاسة الجمهورية، فتلك معلومات تقرير نشره موقع قناة ABC الأمريكية في الأول من شهر فبراير من العام الماضي، في أعقاب تعيين مبارك لسليمان نائبًا لرئيس الجمهورية، وكان عنوان التقرير الموجود بنصه على شبكة التواصل الاجتماعي هو: نائب الرئيس المصري من فريق مبارك الأمني وأشرف على التعذيب.
 
في التقرير عدة شهادات وكثير من المعلومات المهمة والخطيرة، التي حجبت عن الشعب المصري، بعدما أسدل عليها ستار السرية التي هي من طبيعة عمل جهاز المخابرات العامة، إضافة إلى حرص الرجل على أن يحيط نفسه بهالة من الغموض والكتمان من المعلومات التي تضمنها التقرير ما يلي:
 
* إن اللواء سليمان قدم خدمات جليلة للمخابرات الأمريكية، وقد اتفق خبراء الاستخبارات على أن إشرافه على تعذيب عناصر القاعدة المشتبهين واستنطاقهم، وساعد الولايات المتحدة على اتخاذ قرارها بغزو العراق؛ لأن عمليات التعذيب انتزعت من أولئك المشتبهين اعترافات (تبين عدم صحتها فيما بعد) عن علاقة صدام حسين بتنظيم القاعدة.
 
* شهادة أحد كبار محللي المخابرات المركزية السابقين المختصين بالشرق الأوسط، اسمه أميل نخلة، التي قال فيها إن مبارك وسليمان شخص واحد وليسا شخصين، ذلك أن لديهما نفس القناعات وطريقة التفكير والمواقف. 
* شهادة رون سوشكيند مؤلف كتاب "مذهب الواحد في المائة"، وهو أحد الخبراء البارزين في السي آي إيه، التي قال فيها: إن سليمان سوط مبارك، وذكر عنه واقعة خطيرة خلاصتها أنه بعدما شاع أن إحدى الطائرات قتلت أيمن الظواهري الرجل الثاني في القاعدة أثناء حياة بن لادن، فإن المخابرات المركزية طلبت من سليمان عينة من دم أحد أقاربه (شقيقه محمد الظواهري كان في قبضة المخابرات المصرية)، فماذا كان رده؟ بمنتهى الكرم (هكذا قال سوشكيند) عرض سليمان قطع يد شقيقه بالكامل، وإرسالها إلى واشنطن لإجراء التحليل المطلوب، لكن ممثلي المخابرات المركزية هم الذين اعترضوا. قائلين إنهم ليسوا بحاجة إلى كل ذلك، فبقعة دمه أو مسحة من لعابه تؤدي الغرض (وهو ما حدث). 
* قال سوشكيند أيضًا إن سليمان كان الرجل الذي تعتمد عليه المخابرات المركزية في كل ما تريده من مصر، حتى إذا ما أردنا أن نعرض أحدًا للتعذيب حتى لا تتحمل واشنطن أية مسئولية قانونية، فإننا كنا نعهد إليه بالمهمة، وهذه المعلومة أكدها جون سيفتون صاحب التقرير الذي صدر في عام 2007م عن دور المخابرات المصرية في تعذيب المعتقلين، وكيف أنها تعاونت في ذلك مع المخابرات الأمريكية وبعض أجهزة المخابرات العربية، الأمر الذي كان ضحيته عشرات من المواطنين العرب المشتبهين.
 
* وصفت إحدى وثائق الخارجية الأمريكية في عام 2009م التي سربها موقع ويكيليكس أن اللواء سليمان عقد أنجح علاقة مع الولايات المتحدة، وأنه في اجتماع له مع العسكريين الأمريكيين قال لهم إن معركته الأكبر في الإقليم هي ضد التطرف، خصوصًا في غزة والسودان وإيران.
 
* ذكر الصحفي البريطاني ستيفن جراي مؤلف كتاب الطائرة الشبح أن اللواء سليمان عقد في عام 1995م اتفاقًا مع المخابرات المركزية الأمريكية بمقتضاه أصبحت مصر إحدى محطات تعذيب المعتقلين الذين تريد الأجهزة الأمريكية إجبارهم بالقوة على الاعتراف بما تريده، وأضاف ستيفن قائلاً: إن معظم الاعترافات التي انتزعت بهذه الطريقة تبين عدم صحتها، وهو من نقل على لسانه قوله إن المصريين على حق حين صدمهم قرار مبارك تعيين سليمان نائبًا له؛ لأنهم يعرفون أكثر من غيرهم دوره في سياسة الترويع والتعذيب التي أنتجها النظام إزاء معارضيه. 
لا زلت عند رأيي الذي فيه أن ملف الرجل ينبغي أن يُفتح لكي يتم التحقيق فيما هو منسوب إليه من اتهامات أغلبها تعد جرائم سياسية تشين أي مسئول، ويلاحقه عارها إلى يوم الدين- غدًا لنا كلام آخر في الموضوع.

 

ليست هناك تعليقات: