مصر الثورة





سوريا نحن معكم




with you syria

[IMG]http://shams-d.net/up//uploads/images/domain-b9caecbbc3.png[/IMG]




الأحد، 11 مارس 2012

“الشنب” المقدس


11-03-2012

بقلم: د. جابر قميحة


كتب "بودلي": إن قيمة الأمم والشعوب تقاس بما تنشغل به من فكر وأيديولوجيات ووقائع حاضرة وغائبة؛ بحيث لا يشغلها المهم عن الأهم، ولا التافه الساقط عن المهم، وضرب مثلاً برجل سأل آخر: ما آخر أنبائها الآن؟ فأجاب على البديهة: هي راقدة على البيض الآن.




فضحك السائل؛ لأنه يسأل عن الحرب العالمية الثانية، أما المسئول فلم يكن يشغله إلا دجاجة يقتنيها.




تذكرت هذه الكلمات وأنا أنظر إلى الأوضاع العربية فتأخذني حسرة بل حسرات: فالصهاينة يقتحمون القدس، ويهوِّدون المسجد الأقصى، ويحرَّمون هذه الأرض على الفلسطينيين والعرب، ويصرعون كل يوم بالطائرات عشرات من كتائب القسام.




وبشار- (أو نشار)- الأسد يذبح في الشعب السوري كما يشاء، ويهدم البيوت ويحرق الأحياء، ووصلت دانات مدافعه إلى المساجد، وكل يوم يعيش الشعب السوري مذبحة جديدة، دون أن يصغي هذا "النشار" لصوت العرب والمسلمين والعالم والمنظمات الدولية، وكأنه لم يقرأ قول الشابي:




سيجرفك السيل سيل الدماء      ويأكلك العاصف المشتعل



ومصر تعاني ما تعاني من مشكلات متزاحمة متراكمة متراكبة، وخصوصًا الأزمة الاقتصادية، ومؤامرات المخلوع.




ولبنان تمزقها الطائفية والاختلال السياسي.




وليبيا تثور فيها الفتن، وبدأ تفتيتها إلى مناطق مستقلة: برقة، وطرابلس، وفزان.




واليمن ما زالت تعاني ما تعاني من مشكلات، والبلاد الإسلامية، وخصوصًا أفغانستان وباكستان تعيش في محن واضطرابات متتالية.




هذا بعض من الكل المأساوي، ولكن الصحافة تحمل لنا خبرًا غريًبا- أغرب مما قرأناه عن صاحب الدجاجة- وخلاصته:
"أن المحكمة في بلد عربي مرموق تنظر قضية بطلاها حلاق مصري ومواطن من هذا البلد العربي، جلس بين يدي الحلاق وهو يُعمِل فمه في قطعة من اللبان، لذا زلقت يد الحلاق المصري وقصت جزءًا من شاربه، وقامت الحرب العالمية الثالثة، وقدم الحلاق المصري المسكين عشرة آلاف من عملة هذا البلد كتعويض للضحية، ولكنه رفضها، وما زال يصر على حكم شرعي من المحكمة، وقد أمرت هيئة التحقيق والادعاء العام بالقبض على الحلاق؛ حيث أودعته السجن طوال ثمانية أيام على ذمة التحقيق، ثم أطلقوا سراحه بكفالة كبيرة، لتتم إحالة القضية إلى المحكمة الجزئية للبحث في ملابساتها".



**********



إن المسلم الحق يجب أن يجعل هموم أمته في بؤرة شعوره، لا يشغله عنها شاغل خاص- مهما كان له تأثيره- لمصلحته الشخصية، ومسيرة حياته.




ومما يروى في هذا السياق: أن أحد المسلمين انطلق إلى بيت أبي بكر الصديق- رضي الله عنه- في ساعة متأخرة من الليل وطرق بابه بشدة، فنهض أبو بكر مفزوعًا وسأل الطارق:




- ماذا هناك، أجاءت غطفان؟



(غطفان كانت قبيلة معادية تهدد بالهجوم على المدينة).



- بل أشد وأنكى… لقد طلق النبي نساءه.



وهذا الخبر له دلالتان:



الأولى: أن المسلمين جميعًا كانوا يعيشون هموم نبيهم- صلى الله عليه وسلم-.




والثانية: أن كبارهم كانوا لا يشغلهم إلا الأخطار التي تهدد الأمة الإسلامية.




أقول هذا، وأقول لصاحب الشنب: "شيئًا من الدين والسماحة والوعي واعتبار الذات… يا صاحب الشنب المحلوق".



——————

*

ليست هناك تعليقات: