مصر الثورة





سوريا نحن معكم




with you syria

[IMG]http://shams-d.net/up//uploads/images/domain-b9caecbbc3.png[/IMG]




الخميس، 8 مارس 2012

التشويه الأمريكي للإخوان.. رهان فاشل!! 

08-03-2012
المصدر : اخوان اون لاين
بقلم: محمد السروجي

تكرارًا لنمط أنظمة الاستبداد والفساد والقمع، أنظمة تزييف الحقائق وخلط الأوراق وفرض الأوهام، جاءت التصريحات الأمريكية الأخيرة بخصوص ملف المنظمات الحقوقية الممولة أمريكيًّا- والماثل بعضها أمام القضاء المصري- تؤشر للإصرار الأمريكي على المزيد من الإرباك للمشهد المصري المرتبك أصلاً، فتصريحات السيناتور الأمريكي جون ماكين تأتي منسجمة مع السياق العام للإستراتيجية الأمريكية تجاه مصر الثورة والتي طالما كتبت عنها تحت عنوان "الدور الوظيفي لمصر".

 

أمريكا فوجئت بالثورة، وها هي تحاول التدخل وفرض الوصاية والابتزاز حفاظًا على مصالحها الإستراتيجية المهددة بمصر ودول المنطقة، فمن هو ماكين صاحب التصريح؟ ولماذا في هذا التوقيت؟ وما هي التداعيات المتوقعة؟.

 

مَن جون ماكين؟

صهيوني بامتياز، من أبرز المخطّطين للنظام العالمي الجديد، ومن الصقور في السياسة الخارجية، وخدم بسلاح البحرية الأمريكية، طيار عسكري حارب في فيتنام وتم أسره، وصديق لسفاح شيلي السابق الجنرال بينوشيه، ورئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب، ومن كبار أعضاء لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ والرئيس المشارك في مجلس الأمن القومي في الشيوخ، نافس أوباما في انتخابات الرئاسة الأمريكية 2008م، ومن أبرز المؤيدين للغزو الأمريكي للعراق، والزعيم الجديد للمحافظين الجدد الذين شنوا حروب العراق وأفغانستان، ورئيس المعهد الجمهوري- وهو أحد المنظمات الأجنبية المتهمة بالتجسس على مصر-، وأحد ألد الأعداء لمصر داخل الولايات المتحدة، وأحد أبرز الداعمين لما يسمى بالمنظمات الأهلية الممولة أمريكيًّا، والتي ثبت تورطها في التجسس الاجتماعي والسياسي على مصر.

 

موقف الجماعة

تحت عنوان "فتنة المنظمات الحقوقية فضحت الإخوان في اللعب مع الكبار" كتبت العديد من الصحف المصرية والعربية ذات اللون الباهت، وأقول بكل يقين: الإخوان ستروا أنفسهم بالتزام الحق والعدل والصدق مع النفس ومع الشعب فلن يفضحهم الله أبدًا، بل أعزهم وأكرمهم ومنحهم ثقة الشعوب في مصر وتونس والمغرب واليمن وليبيا والبقية تأتي، هذه سنن الله في كونه، أما موقف الجماعة من ملف المنظمات الممولة أمريكيًّا فهو واضح وضوح الشمس في البيانات والتصريحات المتتالية، وليرجع من أراد الحقائق لا الأوهام إلى الموقع الرسمي للجماعة على شبكة الإنترنت (إخوان أون لاين)، وهي باختصار: "تحري الحق والعدل في توجيه الاتهام لأي شخص أو جهة- أهمية منظمات حقوق الإنسان في ممارسة دورها الوطني وفقًا للقانون المصري- الرقابة المؤسسية الوطنية على ما يدخل مصر من أموال حفاظًا على السيادة الوطنية- الاستنكار الواضح لما تم من تهريب المتهمين الماثلين أمام القضاء والرفض القاطع للتدخل في عمل القضاة- تحديد جلسة خاصة في مجلس الشعب بناء على طلب الهيئة البرلمانية لحزب الحرية والعدالة وغالبية أعضاء المجلس يوم 11 مارس لسماع الحكومة في هذه الفضيحة التي مست السيادة الوطنية"، مواقف الجماعة واضحة وهادئة دون تشنج أو تراجع أو مزايدة، فالإخوان يعرفون وبدقة من هم؟ وماذا يريدون؟ وأين يتجهون؟ ومتى؟ ولا يقفزون في الفراغ.. هؤلاء هم الإخوان الذين نالوا ثقة الشعب وتفويضه المشرّف.

 

رهان فاشل

أمريكا وخصوم المشروع الحضاري الإسلامي يعانون أمراض الشيخوخة، أمريكا نسيت أو تناست أنها ساندت حكومات ومؤسسات وأجهزة وكيانات كان هدفها الوحيد الإقصاء والحذف والتشويه والتضليل، ومؤامرات ظلت لعقود طوال، وماذا كانت النتائج؟؛ زوال الأشخاص والحكومات، وسقوط الأنظمة والقيادات، وفشل وتفكك التنظيمات والكيانات، وإهدار الملايين والمليارات، وبقيت الجماعة العميقة العريقة أمل شعوب المنطقة بل وأحرار العالم، الجماعة تملك كل مقومات البقاء والصمود والوصول "عقدية المنطلق- وسطية الفهم- سلمية الوسائل- قيمية المنهج- واقعية البدائل- جذرية التغيير- وطنية البرامج- متانة التنظيم- مؤسسية الإدارة"، فهل تدرك أمريكا هذه السنن والقوانين الكونية؟ ربما!

 

خلاصة الطرح

الموقف الأمريكي غير الأخلاقي في نشر المزاعم والادعاءات بهدف إحداث ثقوب في جدار الثقة المتين الذي منحه الشعب المصري للجماعة وذراعها السياسي في الانتخابات النقابية والبرلمانية، رهان فاشل، وعلى أمريكا وغيرها أن تعلم جيدًا أن الإخوان لديهم مشروع إصلاحي شامل والعلاقات الخارجية جزء منه، علاقات مبدئية تُبنى على المصالح المتبادلة لا أحادية الجانب، قوامها الاستقلال والتحرر لا التبعية، والندية والاحترام لا الغطرسة والدونية، هذا هو الجديد الذي يجب أن تدركه أمريكا وسياساتها تجاه مصر الثورة.

———–

* مدير مركز النهضة للتدريب والتنمية


 

ليست هناك تعليقات: