(( عادل حسين )) مفجّر الثورة
الجمعة 23 ربيع الآخر 1433 هــ - 16 مارس 2012 م
جريدة الحرية والعدالة
بقلم : محمد جمال عرفة
لو أردنا الإنصاف لقلنا - في ذكرى وفاته ال 11 و 15 مارس 2001 و دفنه يوم 16 مارس 2011 - أن ( عادل حسين ) الصحفي والمفكر وأمين عام حزب العمل - الذي حولّه لحزب ذي صبغة إسلامية حضارية - هو مفجّر ثورة 25 يناير الحقيقي !
أعلم أن كثيرين خصوصا من جيل الشباب - ربما لم يعاصروا عادل حسين - ولا يعرفون عادل حسين
أول من هاجم مبارك وحاشيته علنا وأول رئيس تحرير صحيفة ينجح في عنفوان
وبطش مبارك في إسقاط ثلاثة وزراء ويفضح اثنين آخرين سقطا لاحقا ويحاكمان
حاليا باتهامات فضحها عادل حسين
و صحيفة ( الشعب ) , كان منهم وزيرا الداخلية السابقان زكي بدر وحسن
الألفي , ونائب رئيس الوزراء ووزير الزراعة يوسف والي ووزير الثقافة فاروق
حسني .
لن أنسى الأستاذ عادل حسين
رحمه الله رحمة واسعة وهو بجلبابه الممزق في سجنه الانفرادي عندما أراد
زبانية مبارك أن يؤدبوه , وعنوان مقالته : " ربِّ السِّجنُ أحبُّ إليَّ
مِما يدعونني إليه ِ " .. لن أنسى صاحب القلب الموجوع على مصر وهو يصرخ
عندما نشرت وزارة الثقافة رواية ( وليمة لأعشاب البحر ) التي تتطاول على
الله والرسول والإسلام , وانتصار عادل حسين لدينه حتى أغلق نظام مبارك الجريدة ( الشعب ) والحزب ( العمل ) ؛ لأن عادل حسين نجح في تحريك شيوخ الأزهر للتظاهر ضد النظام حينئذ .
عندما
التقيته قبل وفاته بأيام سألته : هل كنت ستتخذ نفس الموقف المتصادم مع
الدولة في أزمة وليمة لأعشاب البحر والذي أدى لغلق الجريدة والحزب لو عاد
بك الزمن ؟ فقال بعزة : " أنا غير نادم على خوض هذه المعارك دفاعا عن الدين
والذات الإلهية حتى لو سُجِنتُ ".
جريدة
( الشعب ) كانت أول من آثار قضايا المبيدات المسرطنة , وسُجن صحفيوها ولم
يسجن يوسف والي إلا بعد ثورة 25 يناير , وهي أول من آثار فساد حسين
سالم صديق مبارك الذي لم يكن أحد يجرؤ على الاقتراب منه , وأول من حذر من
مسلسل التوريث , وأول من تحدث عن عمولات مبارك من بيع السلاح ولصوص البنوك
.
عادل حسين
هو صاحب صيغة التحالف الإسلامي بين حزب العمل وجماعة الإخوان في انتخابات
1987 التي حصد فيها هذا التحالف 64 مقعدا لأول مرة في تاريخ الحياة
السياسية المصرية , وهو التحالف الذي رفع شعار " الإسلام هو الحل " الذي
انتشر بعد ذلك في عدد من الدول العربية .
عادل حسين - مع غيره من شرفاء مصر - وضع بذرة ثورة 25 يناير عندما تنبأ بأن نظام مبارك إلى زوال وأنه لابد أن يذهب إلى غيررجعة .. وقد كان .
في
ذكرى وفاة هذا الزعيم المخلص لوطنه ودينه نسأل الله أن يجعله مع الصالحين
والأبرار في جنات النعيم ؛ لأنه ممن قالوا كلمة حق مدوية عند سلطان جائر .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق