مصر الثورة





سوريا نحن معكم




with you syria

[IMG]http://shams-d.net/up//uploads/images/domain-b9caecbbc3.png[/IMG]




الجمعة، 10 مايو 2013

محمد جمال عرفة يكتب: "الوقف القومى الأمريكى" موّل صحفيين مصريين؟!
محمد جمال عرفة
2013-05-04 20:21:18
نشرت (وكالة أنباء أمريكا إن أرابيك) التقرير المالى السنوى لإحدى منظمات التمويل الأمريكية غير المصرح بها فى مصر، وهى (الوقف القومى الأمريكى للديمقراطية)، وكان أبرز ما لفت نظرى أن هذه المنظمة -التى تدفع تمويلا مباشرا لعدد من المنظمات الأهلية المؤثرة فى الشباب من المصريين- ركزت على "تمويل تدريب صحفيين على الدفاع عن منظمات المجتمع المدنى إذا تعرضت للنقد فى الصحافة بسبب التمويل الأجنبى"!
التقرير كشف أيضا أن التمويل والتدريب الأمريكى دخلا العديد من المحافظات المصرية، منها بنى سويف والمنيا وقنا والدقهلية وبورسعيد وسوهاج والإسماعيلية والشرقية وكفر الشيخ ومرسى مطروح، وأنه استهدف كذلك "تشكيل شبكة لتوفير الدعم لمحاميات ساعيات إلى مواقع قيادية داخل نقابة المحامين، كما درب شبابا على مراقبة الميزانية العامة للدولة المصرية ومخصصات التمويل للخطة الخمسية المصرية (2008-2012) وعمل تقارير عن ذلك!.
التمويل الأمريكى من هذه المنظمة، وحدها، شمل أيضا أكثر من 33 ألف دولار ذهبت إلى (اتحاد الشباب الليبرالى المصرى) لاستخدامها فى تدريب 60 شابا على استخدام الإنترنت فى الترويج للأفكار والقيم الأمريكية.
التقرير الفضيحة يكشف بالتفصيل الممل حجم الأموال التى تقاضتها عشرات المنظمات الحقوقية المصرية والأخرى العاملة بين النساء والشباب بآلاف الدولارات، ويكشف بوضوح أن ما يجرى هو لعب فى بطن مصر من الداخل ومحاولة التأثير على المجتمع بهذه الأموال الأمريكية، ما يثير التساؤل حول الهدف من هذه التمويلات؟.
ولكى نرد على هذا السؤال علينا فقط أن نتذكر أمرين: (الأول) أن غالبية من تجدونهم يتبارون حاليا فى فضائيات الثورة المضادة للهجوم على أى إنجاز تحققه الحكومة أو الرئيس والدفاع عن التمويل الأجنبى المشبوه من منظمات أجنبية لأخرى مصرية هم من الموجودين على هذه القائمة الأمريكية وبعضهم يتقاضى أموالا ضخمة، ومن لا يصدق فعليه أن يرجع للتقرير الأصلى لأنه طويل وملىء بالبلاوى!.
أما الأمر (الثانى) فهو ببساطة أن هذا (الوقف الوطنى للديمقراطية) -الملقب اختصارا باسم "نيد"- هو الواجهة القانونية لوكالة الاستخبارات المركزية!! ويتلقى التعليمات من مجلس الأمن القومى الأمريكى لتنفيذ عمليات واسعة النطاق بين وكالات الاستخبارات المختلفة، وأن من أسسها فى البداية هو الرئيس ريجان لمحاربة روسيا، ثم أصبح أداة استخبارات أمريكا للعمليات غير القانونية فى العالم العربى لاحقا!
وقد كشف تيرى ميسان -مفكر فرنسى ورئيس ومؤسس شبكة Réseau Voltaire- فى دراسة موسعة عن انتشار هذا الجهاز عبر العالم، أن هدف هذا الجهاز هو المساهمة فى إعادة تشكيل حرية الصحافة، وتأسيس النقابات، والأحزاب السياسية، والجامعات بدعاوى "الدمقرطة".
ولو علمنا أن من يرأس تلك اللجنة هو ممثل الولايات المتحدة الخاص للشئون التجارية، لتبين لنا أن الهدف من إنشاء "نيد" لم يكن نشر الديمقراطية، بقدر ما هو نشر "ديمقراطية السوق".
ولا غرابة فى ذلك؛ لأن هذا المفهوم للديمقراطية ينسجم تماما مع نموذج الولايات المتحدة التى تفرض فيها نخبة اقتصادية ومالية ضئيلة خياراتها، عن طريق السوق والولايات الفيدرالية، فيما يقتصر دور النواب والقضاة المنتخبين من قبل الشعب على حماية الأفراد من تعسف الإدارة الحاكمة.
ومعظم الموظفين الكبار الذين شغلوا مناصب مركزية فى مجلس الأمن القومى، كانوا مدراء لـ"نيد"، كما هى الحال على سبيل المثال بالنسبة لهنرى كيسنجر، فرانك كارلوتشى، زبيغينو بريزنسكى، وبول وولف ويتز، وهم شخصيات لم تدخل التاريخ بكل تأكيد كمناضلين مثاليين من أجل الديمقراطية، بل كإستراتيجيين شيطانيين ينشرون الفوضى والعنف فى الدول التى يريدون قلب أنظمتها ودمجها فى الأجندة الأمريكية.
أكيد طبعا فهمتم لماذا يتولى الدفاع عن المتهمين فى قضية التمويل الأجنبى لمنظمات مصرية هؤلاء الذين وردت أسماؤهم فى تمويلات الوقف الأمريكى وغيره.. ولماذا جرى تهريب المتهمين الأجانب فى القضية المفترض أن يصدر الحكم فيها بعد شهر من الآن (4 يونيو المقبل)!.
ويبقى سؤال أهم: لماذا لم يطهر القضاء نفسه بنفسه ويتم إحالة كل القضاة الذين اشتركوا فى قضية التمويل الأجنبى للتحقيق كما طالب المستشار زغلول البلشى -مساعد وزير العدل للتفتيش القضائى- رغم أنه مضى على كشف هذه الفضيحة أكثر من عام كامل؟!

ليست هناك تعليقات: