مصر الثورة





سوريا نحن معكم




with you syria

[IMG]http://shams-d.net/up//uploads/images/domain-b9caecbbc3.png[/IMG]




الثلاثاء، 7 مايو 2013

د. عبد الله هلال يكتب: الاقتصاد الإسلامى هو الحل
د. عبد الله هلال أستاذ بهيئة الطاقة الذرية
2013-05-07 21:27:55
 
المشكلات الاقتصادية التى تطل علينا هى الموروث الطبيعى للأنظمة الوضعية المستوردة، وهذا ينبهنا إلى أن لا ملجأ من الله إلا إليه، ولا يصح إلا الصحيح.. ولا يمكن لنظام وضعى مجافٍ للفطرة الإنسانية أن يسود أو يستمر؛ فها هى الرأسمالية المتوحشة تعانى من المشكلات الاقتصادية والاجتماعية لتلحق إن شاء الله بغريمتها الشيوعية الملحدة، بعد أن خرّب النظامان الاقتصاد العالمى، ونشرا الفقر والجوع والظلم فى أنحاء العالم، فمن الصعب أن يستمر نظام هلامى قائم على المضاربة، غير مرتكز على أصول إنتاجية حقيقية، وعموده الفقرى الربا، الذى حذرنا الله تعالى منه (فأذنوا "بحرب" من الله ورسوله). لقد أخذتهم العزة بالإثم، وتكبروا على شرع الله.. فكلما اجتهد العلماء فى بحث أفضل السبل لإنقاذ الاقتصاد العالمى وجدوا أن الحل الأمثل هو خفض فوائد البنوك لتصل إلى الصفر (أى إلغاء الربا) وتثبيت الضرائب عند نسبة 2.5% (وهى قيمة الزكاة)، فتـُرفض توصياتهم ليس فقط لأنها تتطابق مع الشرع الإسلامى، ولكن لأن تطبيق النظام المالى الإسلامى يعنى احترام خمسة مبادئ تتصادم كليا مع حضارتهم المادية وهى؛ تحريم الربا، وتحريم بيع الغرر والميسر، وتحريم التعامل فى الأمور المحرمة شرعا (مثل الخمر والزنا)، وتقاسم الربح والخسارة، وتحريم التورّق إلا بشروط.
وليست المعجزة أن ينتصر الإسلام فى ظل تفوق المسلمين.. ولكن المعجزة أن ينتصر فى وقت تخلف فيه المسلمون وتفرقوا وتقطعت أوصالهم واحتـُلت ديارهم، ولم يعد لهم وزن بين الأمم، والمتأمل لأحوال المسلمين فى العصر الحديث يتعجب من الحملة العالمية الإجرامية على كل ما يمت للإسلام بـِصِلة، على الرغم من الهوان الذى تعانيه كافة الشعوب المسلمة.. ولكن هذا يدل على أن أعداء الإسلام لا ينظرون إلينا نظرة سطحية؛ فهم يدركون أن الإسلام كدين، وكعقيدة وشريعة، يشكل بديلا قويا وجاهزا لحضارتهم الآخذة فى الأفول، ويفهمون أن الإسلام قادر على الأخذ بيد المسلمين وانتشالهم من حالة الضياع الحالية، وهم بذلك يدركون أننا أمة حية، ولو كنا أمة ميتة -كما يبدو على السطح- لما احتاجوا إلى نصب المذابح للمسلمين فى أرجاء العالم، فالميت لا يحتاج إلى الذبح، ولكن إلى الدفن، لقد بدأت دلائل وبشائر معجزة انتصار الإسلام عندما استقوى الاتحاد السوفيتى البائد على الجارة الصغيرة الضعيفة الفقيرة؛ أفغانستان.. ولم يكن متصورا أن تكون نهاية هذه القوة العظمى على أيدى شباب المجاهدين الذين لم تكن إمكاناتهم (المادية) تسمح بمجرد البقاء على قيد الحياة فى مواجهة أكبر ترسانة عسكرية، ثم جاء القطب الثانى الذى اغتر بقوته بعد انهيار الأول، وظن أن بإمكانه إعادة استئناف الحملة الصليبية ضد الإسلام بناء على واقع الحكومات العربية المنحنية له، فالانحناء يغرى بالامتطاء، فقد كشف الرئيس الأمريكى السابق جورج بوش -قائد الحملة الصليبية الجديدة- عن حقيقة نواياه ونوايا إدارته تجاه الإسلام والمسلمين.. ذلك أنه لم يحاول أن يخفى ما تمتلئ به نفسه من حقد على كل ما هو إسلامى، معلنا فى كثير من خطبه أن الشرّ كله مركز فى الجانب الإسلامى، وقد بدأت هذه الحملة قبل هجمات 11 سبتمبر فى كل من البوسنة والهرسك وكوسوفا وفلسطين والعراق وإيران وليبيا والسودان والصومال وأفغانستان (إضافة إلى مباركة جرائم الروس ضد الشيشان), ولكن هذه الهجمات وما تلاها من استقواء أمريكى وانحناء عربى عجلت بتنفيذ المخطط الشيطانى، وقد فضح هذه الحملة الصليبية الجديدة توجه القوات الأمريكية فى بداية حملتها عقب 11 سبتمبر إلى كل من الفلبين وكينيا للقضاء على الأقليات الإسلامية هناك.. إذ صار بوش "تحت الطلب" لأية دولة تريد التخلص من المسلمين فيها، ولم تكن هناك شبهة لأى دور للمسلمين فى الفلبين وكينيا فى الهجوم على أمريكا, وكلتا الأقليتين مضطهدتان، ولهما مطالب شرعية لا يستطيع أحد أن ينكرها عليهما، ولكن مدعى حقوق الإنسان يتظاهرون برعاية الحيوانات والطيور, ولا تطرف لهم عين وهم يقتلون البشر من المسلمين.
المهم أن أمريكا لم تنتصر فى أى موقع، بل ورطت نفسها (والغرب كله) فى فيتنام جديدة بكل من العراق وأفغانستان، ولم ينتصر وكيلها الصهيونى فى لبنان أو حتى فلسطين، وفشل وكيلها الحبشى فى الصومال.. وبدأ العالم يشعر بقرب نهاية القوة العظمى المتوحشة على أيدى المسلمين أيضا، حتى جاء الإعصار المالى عام 2008 كمعجزة إلهية تكشف عورات الحضارة الغربية وتثبت مساوئ الرأسمالية، وتنبئ بنهايتها قريبا.. لم يتعظ قادة الرأسمالية من آثار هذا النظام الردىء على الأوضاع الاجتماعية والأخلاقية والأسرية، فالنظرة المادية كانت هى المسيطرة على عقولهم، مما حول الإنسان الغربى إلى آلة بهيمية لا يهمها سوى الاستمتاع بالغرائز الدنيوية.. ولكن عندما جاءهم الزلزال من الزاوية الاقتصادية وشعروا بخطورة ما ينتظرهم من تهديد لواقعهم المادى بدءوا يفيقون ويبحثون عن مخرج؛ حتى وإن كان الدواء مُرًّا لأنه موجود بالقرآن الكريم الذى حاولوا محوه من الوجود، أو تزييفه!. وهذا الكلام ليس من عندى.. فقد شهد شاهد من أهلها؛ عندما دعت كبريات الصحف الاقتصادية بأوروبا، إلى تطبيق الشريعة الإسلامية فى المجال الاقتصادى كبديل عن النظام الرأسمالى الذى يقف بحسب تحليلها وراء الكارثة الاقتصادية التى خيمت على العالم وقتها، وفيما بدا استجابة لهذه الدعوات أصدرت الهيئة الفرنسية العليا للرقابة المالية، قرارا بمنع تداول الصفقات الوهمية والبيوع الرمزية التى تتم فى إطار النظام الرأسمالى، واشتراط التقابض فى غضون ثلاثة أيام من إبرام العقد، وهو ما يتفق مع أحكام النظام الاقتصادى الإسلامى.
مع بزوغ فجر المشروع الإسلامى بعد الربيع العربى.. أليست هذه فرصة ثمينة للعرب والمسلمين للمبادرة ومحاولة الأخذ بيد العالم -الذى يعانى من جاهلية العصر الحديث- من خلال تطبيق نموذج التمويل الإسلامى كطوق نجاة.. الذى يوفر أساليب اقتصادية بديلة لنموذج التمويل التقليدى الحالى الذى يتعرض للأزمات بسبب تنامى ظاهرة الاستثمار فى النقود، وهى السبب الأساسى للأزمات الاقتصادية، والمرضُ الكامن فى النظام الاقتصادى الرأسمالى؟ لا مفر من الاستجابة والخضوع للنظام الإلهى بتوسيع القاعدة الإنتاجية فى مشروعات حقيقية تلعب فيها المصارف دور الشريك وليس المقرض، وهو نظام مثالى يحمى من التقلبات التى تحدثها التجارة فى الديون.

ليست هناك تعليقات: