مصر الثورة





سوريا نحن معكم




with you syria

[IMG]http://shams-d.net/up//uploads/images/domain-b9caecbbc3.png[/IMG]




الجمعة، 31 مايو 2013

محمد جمال عرفة يكتب.. "تصنيع" الصراع السنى الشيعى
2013-05-31 19:53:46
المتابع لما يجرى فى سوريا سوف يلحظ أن الشق المخفى من الإستراتيجية الصهيونية الغربية المتعلق بضرب المنطقة العربية عبر تأجيج الصراع المذهبى قد بدأ تنفيذه بقوة، وأنهم يعتمدون بصورة كبيرة فى تنفيذ هذا المخطط على غباء بعض الأنظمة والقوى العربية التى تنساق لهذه الهاوية، أما الهدف الأكبر فهو ضرب الصحوات والثورات العربية التى اندلعت، بعدما تبين لهم أن هوى الشارع العربى إسلامى، وأن الإسلاميين هم من باتوا يقودون هذه الدول التى شهدت ثورات عربية.
بعبارة أخرى هم بدءوا اللجوء لسلاح الصراع المذهبى بين السنة والشيعة باعتباره صراعا مصطنعا ومدفوعا من الغرب والصهاينة لتنفيذ أهدافهم، بعدما قضت الثورات العربية على أحلامهم فى السيطرة على المنطقة ووجدوا فيه الحل الأخير للسيطرة على المنطقة عبر نشر الصراع المذهبى السنى والشيعى؛ لأن تأجيجه يضمن بقاء دول  سنية عديدة -دول الخليج تحديدا- فى أحضان الغرب ضد "الخطر الشيعى الإيرانى المجاور"!  
تبادل إطلاق الصواريخ على جانبى الحدود السورية واللبنانية بين مناطق سنية وشيعية مثال قوى على نجاح هذه الإستراتيجية الصهيونية والغربية أو بداية الخطر، خاصة أن هناك شكوكا حول من يقوم بهذا لتأجيج الصراع بعد خطأ تدخل حزب الله فى القصير السورية.. وترويج شائعات قوية عن تبادل قوى المقاومة الفلسطينية واللبنانية الخصام والطرد أيضا على أراضى سوريا ولبنان -هو أيضا مؤشر على الحال الذى وصل له هذا الصراع.
فقد أشاعت مواقع الإنترنت التابعة لمحمد دحلان، القيادى بحركة "فتح" المتعاون مع العدو الصهيونى وكذا المواقع الإسرائيلية أن حزب الله اللبنانى طلب من قيادات حركة حماس فى لبنان مغادرة الأراضى اللبنانية خلال ساعات، ردًّا على قيام الجناح العسكرى لحركة حماس بمساندة الجيش الحر فى معاركه ضد النظام السورى وقوات حزب الله اللبنانى (!)، والهدف من هذه الشائعة هو تفتيت المقاومة وضربها ببعضها البعض، فلا حماس تساند الجيش الحر، ولا حزب الله طلب من حماس الخروج من لبنان، حسب ما أكد "على بركة"، ممثل حركة المقاومة الإسلامية "حماس" فى "بيروت"!!.
لو رجعنا إلى فعاليات مؤتمر هرتزيليا الثالث عشر -الذى يعد أحد أهم المؤتمرات التى تضع إستراتيجية إسرائيل- سنلحظ أنه انتهى إلى: (ضرورة تكريس الصراع السنى-الشيعى، من خلال السعى فى تشكيل محور سنى من دول المنطقة أساسه دول الخليج، ومصر وتركيا والأردن، ليكون حليفا لإسرائيل والولايات المتحدة، فى مقابل «محور الشر» الذى تقوده إيران، الذى سيكون بحسب التقسيم الإسرائيلى، محورا للشيعة).
أيضا سنلحظ أن هذا المؤتمر وضع الخيوط العريضة للتدخل الصهيونى فيما يجرى فى سوريا، وإعادة تشكيل خريطة الصراع عبر تأكيده على ضرورة "تدخلات إسرائيل فى التنسيق الدولى والإقليمى فى الشأن السورى".
وتشكيل البيئة الإقليمية من المنظور الإسرائيلى يعنى تقسيم المنطقة لمحورين، «محور سلام»، و«محور شر»، كان قد تم تعريفه سلفا من قبل الولايات المتحدة بأنه يضم إيران وسوريا وحزب الله، إلا أن التوجه الإسرائيلى يبدو فى هذا الأمر أكثر وضوحا، حيث الحديث عن محور سنى متحالف مع إسرائيل والغرب، ومحور شيعى تتزعمه إيران.
أيضا أكدت مجلة فورين بوليسى الأمريكية أن الصراع السنى الشيعى هو الذى سيحدد منطقة الشرق الأوسط خلال السنوات المقبلة، وقال مارك لينش: إن "الطائفية هى الرواية الرئيسة الجديدة التى تعيد صياغة سياسة المنطقة"، حسب تعبيره.
وقد كشف تقرير لمؤسسة راند الأمريكية ضمنا أن السعودية رفضت بقوة أفكارا أمريكية -خلال زيارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما الأخيرة للمنطقة- تعتمد على إمكانية توظيف الصراع السنى-الشيعى، بوضع السعودية وبقية دول الخليج فى أحد أطراف المعادلة فى حين توضع إيران على الطرف الآخر من المعادلة فى محاولة أمريكية لاستغلال «عدم الاتفاق» السعودى-الإيرانى.
استحضار بعبع الصراع الطائفى السنى الشيعى على خلفية ما يجرى فى سوريا من قتال بين قوى سنية وقوات بشار الأسد النصيرية الشيعية التى يساندها حزب الله الشيعى -هو مجرد القشرة الخارجية الظاهرة للصراع.. أما الهدف الأكبر فهو ضرب الثورات العربية وإحراج التيارات الإسلامية التى فازت فى الانتخابات، وتكبيل هذه الدول بمشاكل مذهبية تمنعها من التكامل والانطلاق قدما نحو التنمية.

ليست هناك تعليقات: