مصر الثورة





سوريا نحن معكم




with you syria

[IMG]http://shams-d.net/up//uploads/images/domain-b9caecbbc3.png[/IMG]




الثلاثاء، 7 مايو 2013

د. حمزة زوبع يكتب: صمت رهيب وتصفيق حاد!
د. حمزة زوبع
2013-05-07 22:06:43
 
 
اصطف المصلون لأداء الصلاة فى المحراب الكبير، ساد صمت قبيل بدء الصلاة، فقد جرت العادة أن يلقى كبير الكهنة توطئة للصلاة يذكر فيها أسماء المهنئين بالأعياد.
تلا قداسته الأسماء بدءا من أمير البلاد وحامى حمى العباد، وساد صمت، فلم يعتد المصلون فى البلدة الآمنة أن يصفقوا حين تتلى أسماء المهنئين. فالمحراب صنع لعبادة الرب الواحد وليس لتحية علية القوم. واصل كبير الكهان ذكر أسماء المهنئين بعد أن ساد صمت لمجرد سماع اسم أمير البلاد، فذكر قداسته اسم رئيس الحكومة وبعض الوزراء ممن حضروا القدّاس.
ثم جاء ذكر أحد الهاربين من العدالة، ورغم أنه هارب إلا أن كبير الكهّان أصر على ذكر تهنئته، ساد صمت وهمهمة وضجيج بدا منه أنه تساؤل مشروع حول شرعية تلاوة اسم هارب من العدالة ضمن سجل المهنئين وبعد ذكر اسم أمير البلاد ورئيس الحكومة.
ثم فاجأ كبير الكهنة الحضور بذكر كبير القضاة المعروض أمره على النيابة، وربما تُرفع عنه الحصانة فى القريب العاجل بتهمة الفساد! ليست المفاجأة فى ذكر اسم كبير القضاة المشكوك فى أمانته ونزاهته بل فى تصفيق الحضور من المصلين المؤمنين الذين جاءوا يطلبون الغفران من الله فإذا بهم يؤيدون هاربا ويحيون متهما بالفساد.
بعد انتهاء مراسم القداس، خرج الناس من الكاتدرائية الكبيرة وهم فى حيرة من أمرهم! هل وقع كبير الكهان بهذه الدرجة من السذاجة التى تجعله يذكر تهنئة هارب من العدالة يشن حملة إعلامية غير مسبوقة ضد بلاده؟ وهل هو من السذاجة بمكان لكى يذكر اسم رئيس القضاة المشتبه به فى محفل إيمانى كبير مثل الكاتدرائية؟
لا بل السؤال: هل كان يعلم الحضور بالأمر، وتم الاتفاق على سيناريو التصفيق لكى يحرجوا مندوبى أمير البلاد الذين حضروا للتهنئة؟
والمهم أن ما فعله كبير الكهنة جاء فى أعقاب حديث جبهة الإنقاذ عن إشراك الكنيسة والقضاة فى الحرب على الرئيس والحزب الحاكم والإخوان؟
إذن ما حدث ليس خطأ ولم يكن سهوا بل أمر مرتب ترتيبا جيدا ومحكما، ولا عذر لكبير الكهنة ولا لجمهور الحاضرين لأنهم جاءوا لينفذوا إرادة من يفرض إرادته عليهم.
هذا ليس أول أخطاء الكنيسة الكبيرة فى العصر الجديد، بل سلسلة من الأخطاء تعلم بها وتعرف أنها تجرها إلى المكان الخطأ والنهاية الخطأ أيضا.
لو كنت مكان كبير الكهنة لاعتذرت عما فعلت بالأمس وقبل أول أول أول أمس.

ليست هناك تعليقات: